الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **
وهي سنة تسع وثمانمائة. فيها توفي الشريف بدر الدين حسن بن محمد بن حسن الحسني العلوي النسابة شيخ خانقاة بيبرس في ليلة السبت سادس عشر شوال عن سبع وثمانين سنة. وتوفي الشيخ الإمام العالم بدر الدين أحمد بن محمد الطنبذي الشافعي في حادي عشرين شهر ربيع الأول. وكان من أعيان الفقهاء الشافعية معدودًا من العلماء الأذكياء غير أنه كان مسرفًا على نفسه يميل إلى اللذات التي تهواها النفوس والتهتكات. قلت: وهو من النوادر على قول الحافظ الذهبي فإنه قال: النوادر ثلاثة: شريف سني ومحدث صوفي وعالم متهتك. وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة زادة الخرزباني العجمي الحنفي شيخ الشيوخ بخانقاة شيخون في يوم الأحد آخر ذي القعدة ودفن من يومه بخانقاة شيخون وكان من أعيان السادة الحنفية وله اليد الطولى في العلوم العقلية والأدبيات علامة زمانه في ذلك. استدعاه الملك الظاهر برقوق من بغداد إلى الديار المصرية لعظم صيته. وقدم القاهرة وتصدى للإقراء والتدريس سنين عديدة وانتفع به عامة الطلبة من كل مذهب - رحمه الله تعالى. وهو غير زادة والد الشيخ محب الدين الإمام ابن مولانا زادة وقد تقدم ذكر ذلك في حدود سنة تسعين وسبعمائة واسمه أحمد وشهرته زادة. أما زادة هذا فإن اسمه زادة لا غير. وتوفي الأمير ركن الدين عمر بن قايماز الأستادار في يوم الاثنين أول شهر رجب. وقد تنقل في عدة وظائف هي شد الدواوين والوزر والأستادارية - غير مرة. وهو صاحب السبيل خارج الحسينية الذي جدده زين الدين يحيى الأستادار في زماننا هذا. وتوفي ملك العرب سيف الدين نعير بن حيار بن مهنا. قتله الأمير جكم من عوض نائب حلب بقلعة حلب بعد أن أمسكه وسجنه. وكان من أجل ملوك العرب وقد تقدم ذكره في عدة وتوفي الأمير ناصر الدين محمد بن سنقر البكجري أستادار السلطان في جمادى الآخرة بحلب. وبيت ابن سنقر بيت معروف بالرياسة والتحشم. وتوفي قاضي القضاة علاء الدين علي ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء محمد بن عبد البر السبكي الشافعي قاضي قضاة دمشق في ليلة الأحد ثاني عشر شهر ربيع الآخر بدمشق. وتوفي الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن الجواشني الحنفي بدمشق في ليلة الأحد سادس عشر جمادى الآخرة. وتوفي الشيخ محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن فهيد المغربي في يوم الإثنين رابع عشرين جمادى الآخرة. وكان للناس فيه اعتقاد وكان له تنسك وعبادة. وصحب الشيخ عبد الله اليافعي وخدمه مدة بمكة. ثم قدم القاهرة وصحب الأمير طشتمر العلائي الدوادار في أيام الأشرف شعبان فنوه طشتمر بذكره حتى صار يعد من الأعيان الأغنياء إلى أن مات. وتوفي قاضي القضاة زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن فزارة بن بحر بن محمد بن يوسف الكفري - بفتح الكاف - الحنفي قاضي قضاة دمشق ثم الديار المصرية في ثالث شهر ربيع الآخر. ومولده في سنة خمسين وسبعمائة. وأحضر على محمد بن إسماعيل بن الخباز وسمع على بشر بن إبراهيم بن محمود البعلبكي وتفقه بعلماء عصره حتى برع في الفقه والأصلين والعربية وشارك في عدة فنون وأفتى ودرس وتولى قضاء دمشق هو وأبوه وأخوه وجده. ثم قدم القاهرة في سنة ثلاث وثمانمائة أو بعدها بيسير وولي قضاء الديار المصرية وحمدت سيرته إلى أن مات - رحمه الله تعالى. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ذراعان ونصف. مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعًا ونصف. السنة الثالثة من سلطنة الناصر فرج وهي سنة عشر وثمانمائة. فيها تجرد السلطان إلى البلاد الشامية سفرته الرابعة التي أمسك فيها الأمير شيخًا المحمودي والأتابك يشبك الشعباني ثم فرا من سجن قلعة دمشق حسبما تقدم. وفيها توفي الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله الظاهري المعروف بالطيار أمير سلاح في ليلة الثلاثاء ثامن عشرين شوال وحضر السلطان الملك الناصر الصلاة عليه بمصلاة المؤمني. وكان مشكور السيرة شجاعًا يندب للمهمات وله محبة في أهل العلم والصلاح. وسمي بالطيار لأنه خرج من ديار مصر في ليلة موكب ووصل إلى دمشق ثم عاد إلى مصر في ليلة موكب آخر على خيل البريد ومعه دواداره الأمير أسنبغا الطياري وهذا السير لم يسمع بمثله فيما مضى من الأعصار من أنه يقطع ثمانين بريدًا في نحو أربعة أيام. وهذا الخبر مستفاض بين الناس يعرفه كل أحد غير أنني لم أسأل عن ذلك من الأمير أسنبغا الطياري المذكور تهاونًا حتى مات غير أن ولده الشهابي أحمد أخبرني بذلك هو وغيره - انتهى. وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة فريد عصره سيف الدين يوسف ابن محمد بن عيسى السيرامي العجمي الحنفي شيخ الشيوخ بالمدرسة الظاهرية البرقوقية ببين القصرين في ليلة السبت حادي عشرين شهر ربيع الأول بالقاهرة. وكان منشؤه بتبريز وأقام بها حتى طرقها تيمورلنك فخرج منها وسار إلى حلب وأقام بها إلى أن استدعاه الملك الطاهر برقوق وقرره في مشيخة مدرسة البرقوقية ببين القصرين بعد وفاة العلامة علاء الدين السيرامي في سنة تسعين وسبعمائة فدام بها إلى أن مات في هذه السنة. وتولى المشيخة بعده ولده العلامة نظام الدين يحيى الآتي ذكر وفاته في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. وتوفي الأمير سيف الدين شاهين بن عبد الله الظاهر في أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية - المعروف بقصقا بن قصير - في ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة. وكان من أشرار القوم القائمين في الفتن وفرح السلطان بموته. وتوفي الأمير الطواشي زين الدين مقبل بن عبد الله الظاهري المعروف بالرومي زمام الدار السلطاني في يوم السبت أول ذي الحجة وترك مالًا كثيرًا. وهو صاحب المدرسة بخط البندقيين من القاهرة ويقام بها خطبة وجمعة. وتوفي شمس الدين محمد الشاذلي الإسكندري محتسب القاهرة ومصر في بوم الجمعة ثاني صفر. قال الشيخ تقي الدين المقريزي: وكان عاريًا من العلوم كان خردفوشيا بالإسكندرية فترقى بالبذل والبرطيل - انتهى. وتوفي الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير جمال الدين محمود الأستادار - قتيلًا - بالقاهرة. وكان من جملة أمراء الطبلخانات في حياة والده وولي نيابة الإسكندرية ثم نكب مع والده وصودر وأطلق بعد مدة إلى أن اختفى بعد وقعة علي باي لأمر أوجب ذلك. وهرب إلى الشام وأقام به مدة. ثم قدم إلى القاهرة متنكرًا فدل عليه فأخذ وقتل وكان غير مشكور السيرة. وتوفي الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله الحمزاوي الظاهري الدوادار الكبير بسيف الشرع بالقاهرة. وكان أصله من مماليك الملك الطاهر برقوق وخاصكيته ثم ترقى بعد موته إلى أن ولي نيابة صفد بعد أمور وقعت له بمصر فدام بصفد مدة إلى أن طلب إلى مصر. واستقر خازندارًا ثم شاد الشراب خاناة ثم صار دوادارًا كبيرًا بعد خروج الملك الناصر فرج من بيته وعوده إلى الملك عوضًا عن سودون المارداني ودام على ذلك إلى أن خرج الملك الناصر إلى البلاد الشامية وعاد فتخلف عنه سودون الحمزاوي هذا مغاضبًا له. ودام بالبلاد الشامية إلى أن قدم غزة هو وجماعة من الأمراء. وطرقهم الأمير شيخ المحمودي فواقعوه فقتل إينال باي بن قجماس وغيره من الأمراء وقبض على سودون هذا بعد أن قلعت عينه. وسجنه شيخ إلى أن تجرد الملك الناصر إلى الشام أخذه وعاد به إلى مصر وطلب القضاة وأثبت عندهم إراقة دمه لقتله إنسانًا ظلمًا فقتل في شهر ربيع الأخر وقتل معه دواداره بربغا. وسودون الحمزاوي هذا هو أستاذ الأمير قاني باي الحمزاوي نائب دمشق الآن. ثم قتل السلطان جماعةً من الأمراء ممن كان قبض عليهم وهم: الأمير آقبردي والأمير جمق والأمير أسنباي التركماني والأمير أسنباي أمير آخور وقد تقدم ذكر قتل الجميع في ترجمة الملك الناصر غير أننا نذكرهم هنا ثانيًا كون هذا المحل مظنة الكشف عن ذلك. وتوفي الأمير سيف الدين منطوق نائب قلعة دمشق قتيلًا. وسبب قتله أن الملك الناصر لما أمسك شيخًا ويشبك وحبسهما عنده بقلعة دمشق أطلقهما منطوق ونزل الجميع إلى مدينة دمشق فاختفى شيخ بالمدينة وخرج منطوق هذا ويشبك. فندب إليهم الملك الناصر الأمير بيغوت فلحق بيغوت منطوقًا هذا لثقل بدنه وفر يشبك فقطع بيغوت رأسه وحمله إلى الملك وفيها أيضًا قتل الأتابك يشبك الشعباني والأمير جركس القاسمي المصارع قتلهما الأمير نوروز الحافظي على بعلبك في شهر ربيع الآخر. وقد مرت كيفية قتلهما مفصلة في ترجمة الملك الناصر فلا حاجة للتكرار هنا ثانيًا وكل منهما قد مر ذكره في ترجمة الملك الناصر في غير موضع وأيضًا ففي شهرتهما ما يغني عن ذكرهما. انتهى. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع ونصف. مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعًا وعشرة أصابع. السنة الرابعة من سلطنة الناصر فرج وهي سنة إحدى عشرة وثمانمائة. فيها توفي قاضي القضاة كمال الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد الحلبي الحنفي ابن أبي جرادة المعروف بابن العديم قاضي قضاة حلب ثم الديار المصرية بها - وهو قاض - في ليلة السبت ثاني عشر جمادى الآخرة. ومولده بحلب في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. ودفن بالحوش المجاور لتربة طشتمر حمص أخضر بالصحراء. وتولى القضاء من بعده ابنه قاضي القضاة ناصر الدين محمد بسفارة الوالد لكونه كان متزوجًا بإحدى أخواتي. وكان القاضي كمال الدين المذكور رئيسًا عالمًا فاضلًا حشمًا وجيهًا عند الملوك وقورًا وله مكارم وأفضال. وقد ثلبه الشيخ تقي الدين المقريزي بأمور هو بري عنها لأمر كان بينهما - عفى الله عنهما. وتوفي الأمير سيف الدين يلبغا بن عبد الله السالمي الظاهري الأستادار - خنقًا - بعد عصر يوم الجمعة بسجن الإسكندرية. قال المقريزي: وكان مخلطًا خلط العمل الصالح بالعمل السيىء وساق حكاياته في عده أسطر وقد ذكرنا معنى كلامه وأزيد في حق السالمي في ترجمة الملك الظاهر برقوق ثم في ترجمة الملك الناصر مفصلًا إلى يوم وفاته وفي ذلك كفاية عن الإعادة. وهو ممن قتله جمال الدين الأستادار. وكان يلبغا المذكور له همة عالية ومعرفة تامة وعقل وتدبير مع دين وعبادة هائلة وعفة عن المنكرات والفروج. وقد ولي الأستادارية غير مرة ونفذ الأمور على أعظم وجه وأتم حرمة حسبما تقدم ذكره. وتوفي الأمير سيف الدين بشباي بن عبد الله من باكي الظاهري رأس نوبة النوب في ليلة الأربعاء رابع عشرين جمادى الآخرة ودفن بالقرافة. وهو أحد أعيان المماليك الظاهرية الخاصكية وترقى من بعده إلى أن صار حاجبًا بدمشق ثم حاجبًا ثانيًا بمصر ثم ولي حجوبية الحجاب بها ثم نقل إلى رأس نوبة النوب. وكان من أعيان الأمراء وأكابر المماليك الظاهرية غير أن المقريزي لما ذكر وفاته قال: وكان ظالمًا غشومًا غير مشكور السيرة - انتهى. وتوفي الأمير سيف الدين أرسطاى بن عبد الله الظاهري رأس نوبة النوب - كان - ثم نائب إسكندرية بها في نصف شهر ربيع الآخر. وكان جليل القدر عاقلًا سيوسًا. طالت أيامه في السعادة إلا أنه كان يرتفع ثم ينحط وقع له ذلك غير مرة. وتوفي الأمير الكبير ركن الدين بيبرس بن عبد الله وابن أخت الملك الظاهر برقوق - قتيلًا - بسجن الإسكندرية وقتل معه الأمير سودون المارداني الدوادار الكبير والأمير بيغوت نائب الشام - كان. وقد مر من ذكر هؤلاء الثلاثة نبذة كبيرة تعرف منها أحوالهم لاسيما عند خلع الملك الناصر فرج وسلطنة أخيه المنصور عبد العزيز. وتوفي الشريف ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني أمير المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - في صفر. وتولى إمرة المدينة من بعده أخوه عجلان بن نعير. وتوفي الوزير الصاحب فخر الدين ماجد - ويسمى أيضًا محمد - بن عبد الرزاق بن غراب في عشر ذي الحجة - مقتولًا - بيد جمال الدين الأستادار. وكان فخر الدين هذا أسن من سعد الدين أخيه غير أن سعد الدين كان نوعًا وهذا نوع آخر: كان فيه حدة مزاج وشراسة خلق بضد ما كان في أخيه سعد الدين. وكان يلثغ بالجيم يجعلها زايًا فكان إذا طلب أحدًا يقول: جبوا إلي ويكررها وهو يبدل الجيم بالزاي فتضحك الناس من ذلك أوقاتًا. وقد تنقل في عدة وتوفي الأديب شمس الدين محمد بن إبراهيم بن بركة العبدلي الدمشقي الشهير بالمزين الشاعر المشهور في شعبان. ومولده في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بدمشق. قال لي غير واحد من أصحابه: كان شيخًا ظريفًا فاضلًا أديبًا معاشرًا للأكابر والأعيان ورأى الشيخ جمال الدين ين محمد بن نباتة وابن الوردي والصفدي وغيرهم. وكان له شعر رائق من ذلك: أنشدنا الشيخ جمال الدين عبد الله الدمشقي قال: أنشدني الأديب شمس الدين المزين من لفظه لنفسه: تقول مخدتي لما اضطجعنا ووسدني حبيب القلب زنده قصدتم عند طيب الوصل هجري خذوني تحت رأسكم مخده وله في دواة: السريع أنا دواة يضحك الجود من بكا يراعي جل من قد براه دلوا على جودي من مسه داء من الفقر فإني دواه قلت: وهذا يشبه قول القائل ولم أدر من السابق لهذا المعنى: السريع هذي دواة للعطا والسخا ومنبع الخير وبحر الحياه قد فتحت فاها وقالت لنا من مسه الفقر فإني دواه أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع سواءً مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وإصبع السنة الخامسة من سلطنة الناصر فرج وهي سنة اثنتي عشرة وثمانمائة. فيها تجرد الملك الناصر إلى البلاد الشامية تجريدته الخامسة التي حصر فيها الأمير شيخًا ورفقته بصرخد. وفيها كانت قتلة جمال الدين يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم البيري البجاسي الأستادار في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة بعدما أخذ منه نيف على ألف ألف دينار في أيام مصادرته وهو تحت العقوبة على نفذات متفرقة. وقد تقدم ذكر مسكه في ترجمة الملك الناصر فرج - عند قدومه من الشام بمدينة بلبيس. وكان ظالمًا جبارًا سفاكًا للدماء مقدامًا. وكان أعور قصيرًا دميمًا كره المنظر. وكان أولًا يتزيا بزي الفقهاء ثم تزيا بزي الجند وخدم بلاصيا عند الشيخ علي كاشف ثم عند غيره ولازال يترقى حتى - كان من أمره ما كان. وهو أحد من كان سببًا لخراب البلاد من كثرة ما قتل من مشايخ العربان وأرباب الأدراك واستولى على أموالهم. وأما من قتله من الكتاب والأعيان فلا يحصى ذلك كثرة وحسابه على الله تعالى. وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الششتري البغدادي الحنبلي مدرس المدرسة الظاهرية - برقوق - بالقاهرة في حادي عشرين صفر. وكان إمامًا عالمًا فقيهًا محدثًا. أفتى ودرس سنين ببغداد ثم بالقاهرة. وهو والد قاضي القضاة عالم زماننا محب الدين أحمد بن نصر الله الآتي زكره في محله إن شاء الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين آقباي بن عبد الله الطرنطائي الظاهري رأس نوبه الأمراء المعروف بآقباي الحاجب - لطول مكثه في الحجوبية - في ليلة الأربعاء سابع عشر جمادى الآخرة. ونزل السلطان الملك الناصر إلى داره ثم تقدم راكبًا إلى مصلاة المؤمني فصلى عليه ثم شهد دفنه. وترك آقباي مالًا كثيرًا أخذ الملك الناصر غالبه. وكان آقباي المذكور عاقلًا سيوسًا عفيفًا عن المنكرات إلا أنه كان بخيلًا شرهًا في جمع المال. وتوفي الأمير سيف الدين طوخ بن عبد الله الظاهري الخازندار وهو أمير مجلس في آخر جمادى الأخرة بالقاهرة - والعامة تسمي طوخ هذا طوق الخازندار. وكان من أعيان الأمراء وله الكلمة في الدولة. وتوفي الأمير سيف الدين بلاط بن عبد الله أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية مقتولًا بالإسكندرية. لم أقف له على ترجمة ولم أعرف من حاله شيئًا غير ما ذكرت. وتوفي السيد الشريف جماز بن هبة الله بن جماز بن منصور الحسيني أمير المدينة النبوية - مقتولًا - في جمادى الآخرة بالفلاة وهو في عشر الستين. وكان ولي إمرة المدينة ثلاث مرار آخرها في سنة خمس وثمانمائة. وتوفي الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله بن أبي بكر القليوبي الشافعي شيخ شيوخ خانقاة سرياقوس - بها - في يوم الخميس ثاني عشرين جمادى الأولى. وكان فقيهًا فاضلًا وله مشاركة في فنون. وتوفي السيد الشريف أحمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي بمكة في المحرم. وكان الشريف عنان بن مغامس في ولايته الأولى على مكة أشركه معه ثم وقع له أمور حتى مات وهو مكحول. وكان ابن أخته الشريف محمد عجلان وكبيش بن عجلان قد خافا منه فأكحلاه وقتل ابن أخته المذكور ثلاثة أشهر وكبيش المذكور بعد ستة أشهر. وتوفي أمير زة محمد بن أمير زة عمر شيخ ابن الطاغية تيمورلنك في المحرم - مقتولًا - على يد بعض وزرائه. وكان مشكور السيرة وقام من بعده بمملكة جغتاي أخوه أمير زة إسكندر شاه بن عمر شيخ بن تيمورلنك. ومن غريب الاتفاق أن إسكندر شاه المذكور لما ملك بعد قتل أخيه محمد المقدم ذكره أحضر من كان عمل على قتله ووبخه في الملأ فأجابه الرجل بأن قال وما عملت معك إلا خيرًا لولا قتلته ما نابك الملك فأسرع إسكندر شاه خوفًا من أن يتهمه أحد بقتل أخيه المذكور في الباطن. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمسة أذرع سواء مبلغ الزيادة عشرون ذراعًا سواء. السنة السادسة من سلطنة الناصر فرج بن برقوق الثانية على كل مصر وهي سنة ثلاثة عشرة وثمانمائة. فيها كان الطاعون بالديار المصرية ومات منه عدة كبيرة من الناس. وفيها تجرد السلطان الملك الناصر إلى البلاد الشامية تجريدته السادسة وحاصر شيخًا ونوروزًا بالكرك بعد أن وصل فيها إلى أبلستين وعاد. وفيها استقر الوالد في نيابة الشام ثالث مرة واستقر شيخ في نيابة حلب ونوروز في نيابة طرابلس. وفيها توفي الرئيس مجد الدين عبد الغني بن الهيصم ناظر الخواص الشريفة بالديار المصرية في ليلة الأربعاء العشرين من شعبان بعد قدومه من دمشق بأيام وهو والد الصاحب أمين الدين وتوفي الأمير سيف الدين قجاجق بن عبد الله الظاهري الدوادار الكبير في سادس المحرم ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء. وكان من أصاغر خاصكية الملك الظاهر برقوق ومماليكه وترقى في الدولة الناصرية حتى ولي الدوادارية الكبرى بعد الأمير سودون الحمزاوي. وكان مليح الشكل لم يشهر بشجاعة ولا إقدام. ولهذا المعنى ولعدم شره رقاه الملك الناصر واختص به. حضر مرة عند جمال الدين البيري الأستادار وكان بينهما صحبة أكيدة وكان بإحدى عيني جمال الدين خلل فجلس قجاجق بعد أن سلم على جمال الدين من جهة عينه الذاهبة واشتغل. جمال الدين بمباشرته بسرعة لأجل قجاجق المذكور وأخذ يكتب على القصص ويرميها لينهي أمره فأخذ قجاجق قصة منها ورمل عليها فعرف أصحاب جمال الدين ما فعله قجاجق المذكور فقام إليه وأهوى على يده ليقبلها ثم قدم له تقدمةً هائلة. وتكلم الناس بهذه الحكاية فصار من هو أجنبي عن الرياسة ومداخلة الملوك وعديم المعرفة برتب أرباب الوظائف يقول: أكان قجاجق يرمل علم على جمال الدين وكيف ذلك والدوادار الكبير لا يرمل على السلطان وإنما يرمل على كتابة السلطان رأس نوبة النوب! وفي هذا كفاية. وبالجملة فإن هذه الحكاية تدل على أن قجاجق كان ساقط المروءة لأن قردم الخازندار كان أنزل رتبة من قجاجق ولم يدخل إلى جمال الدين ولم يسأله حاجةً في عمره وعجز جمال الدين في ترضيه فلم وتوفي قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن بن تاج الرياسة محمد بن عبد الناصر المحلي الدميري الزبيري الشافعي في يوم الأحد أول شهر رمضان. ومولده في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. ولي قضاء الديار المصرية بعد الصدر المناوي نحو ثلاث سنين وحسنت سيرته لمعرفته بالشروط والأحكام ولعفته أيضًا عن كل قبيح. وكان نشأ ببلده بالزبيريات من قرى الغربية من أعمال القاهرة وسلك النواحي وطلب العلم وسمع على أبي الفتح الميدومي وغيره وقرأ على أبيه القراءات وغيره وتفقه بجماعة. ثم قدم القاهرة وتزوج بابنة قاضي القضاة موفق الدين عبد الله الحنبلي وباشر توقيع الحكم مدة طويلة. ثم ناب في الحكم عن القضاة بالقاهرة دهرًا وعلا سنه وعرف بالديانة والصيانة إلى أن طلبه الملك الظاهر برقوق في يوم الخميس ثالث عشرين جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائة على حين غفلة وفوض إليه قضاء القضاة الشافعية عوضًا عن المناوي بحكم عزله. ودام في القضاء حتى صرف أيضًا بالمناوي في شهر رجب سنة إحدى وثمانمائة فلزم المذكور داره وترك ركوب البغلة وصار يمشي في الطرقات وطرح الاحتشام إلى أن مات - رحمه الله - ودفن بتربة الصوفية خارج القاهرة. وتوفي ملك الروم سليمان بن أبي يزيد بن عثمان مقتولًا. وملك بعده أخوه موسى الجزيرة الرومية وأعمالها وملك محمد بن عثمان العرنة الخضراء وأعمالها ويقال لها بالرومية برصا. وتوفي الأمير زين الدين قراجا بن عبد الله الظاهري الدوادار الكبير بمنزلة الصالحية - متوجهًا مع السلطان الملك الناصر إلى دمشق - في يوم الأربعاء: ثالث عشر شهر ربيع الآخر ودفن بها. وكان أصله من خاصكية الملك الظاهر برقوق ثم صار بجمقدارًا وعرف بقراجا البجمقدار. ثم تأمر في الدولة الناصرية - فرج - وترقى حتى صار شاد الشراب خاناه. ثم ولي الدوادارية الكبرى بعد موت قجاجق فلم تطل مدته فيها ولزم الفراش إلى أن خرج صحبة السلطان في محفة ومات بالصالحية. وكان أميرًا عاقلًا ساكنًا مشكور السيرة. وتوفي شمس الدين محمد بن عبد الخالق المناوي المعروف ببدنة وبالطويل أيضًا في شهر رجب بعدما ولي حسبة القاهرة ووكالة بيت المال ونظر الكسوة ونظر الأوقاف - الجميع بالسعي والبذل. وكان عاريًا من العلم. وتوفي الأمير سيف الدين قراتنبك بن عبد الله الظاهري الحاجب أحد أمراء الطبلخانات بالديار المصرية - بها - في أول شوال. وكان ممن ترقى في الدولة الناصرية في أيام الفتن. وتوفي القان غياث الدين أحمد ابن الشيخ أويس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين بن آقبغا بن إيلكان صاحب بغداد والعراق - مقتولًا - في ليلة الأحد آخر شهر ربيع الآخر. وكان أول سلطنته بعد وفاة أبيه في صفر سنة أربع وثمانين وسبعمائة. وقد نكب في ملكه غير مرة وقدم القاهرة في دولة الملك الظاهر برقوق. وقد تقدم ذكر قدومه إلى القاهرة وتلقي الملك الظاهر له وأيضًا ذكر خروجه وسفر السلطان معه إلى البلاد الشامية كل ذلك في ترجمة الملك الظاهر برقوق الثانية فلينظر هناك فإن فيه ملحًا. ثم إن السلطان أحمد هذا قدم إلى دمشق ثانيًا في الدولة الناصرية - فرج - فقبض عليه الأمير شيخ المحمودي نائب الشام وحبسه بقلعة دمشق مدة إلى أن أطلقه وعاد إلى بلاده. ووقع له أمور حكيناها في ترجمته في تاريخنا المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي مفصلًا إلى أن مات. وكان القان أحمد هذا ملكًا جليلًا شجاعًا كريمًا فصيحًا باللغات الثلاث: العربية والعجمية والتركية وينظم فيها الشعر الحسن. وكان يحب اللهو والطرب ويحسن تأدي الموسيقى إلى الغاية وله فيه أيضًا التصانيف اللطيفة. غير أنه كان مسرفًا على نفسه جدًا سفاكًا للدماء منعكفًا على المعاصي - سامحه الله تعالى. ومما ينسب إليه من الشعر باللغة العربية قوله - رحمه الله - في محموم: الكامل حماك ما قربت حماك لعلة إلا تروم وتشتهي ما أشتهي لو لم تكن مشغوفةً بك في الهوى ما عانقتك وقبلت فاك الشهي أمر النيل في هذه السنة: أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم سبعة أذرع سواء. مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعًا وأحد وعشرون إصبعًا. السنة السابعة من سلطنة الناصر فرج وهي سنة أربع عشرة وثمانمائة. فيها تجرد السلطان إلى البلاد الشامية تجريدته السابعة وهي التي قتل فيها في أوائل سنة خمس عشرة وثمانمائة - حسبما تقدم ذكره. وفيها قتل الأمير سيف الدين تمراز بن عبد الله الناصري الظاهري نائب السلطنة بالديار المصرية بسجنه بثغر الإسكندرية. وكان من أجل الأمراء. كان تركي الجنس اشتراه الملك الظاهر برقوق وهو أتابك ورقاه بعد سلطنته حتى جعله أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية. ثم حبس بعد عزله بثغر الإسكندرية مدة ثم أطلق وصار على عادته أمير مائة ومقدم ألف. وولي نيابة الغيبة لما خرج السلطان لقتال تيمور. ثم استقر بعد ذلك أمير مجلس. وانضم على الأتابك يشبك الشعباني وحبس معه ثانيًا. ثم أطلق واستقر أمير سلاح. ثم خرج مع يشبك أيضًا إلى البلاد الشامية وواقع السلطان بالسعيدية. ثم أعيد إلى رتبته أيضًا بمصر مدة. ثم استقر في نيابة السلطنة بالديار المصرية مدة طويلة. ثم فر من السلطان في ليلة بيسان وتوجه إلى الأمير شيخ ونوروز فدام عندهما مدةً. ثم عاد إلى طاعة الملك الناصر بعد أمور حكيناها في ترجمة الملك الناصر فأكرمه الملك الناصر وأعاده إلى رتبته مدة. ثم قبض عليه وحبسه بثغر الإسكندرية إلى أن أراد السلطان السفر إلى البلاد الشامية فأمر بقتله فقتل بالإسكندرية. وكان تمراز رأسًا في لعب الرمح. ونسبته بالناصري لتاجره الذي جلبه الخواجا ناصر الدين. وقيل إن الملك المؤيد شيخًا قال يومًا: إن كان الملك الناصر فرج يدخل الجنة فيدخلها بقتل تمراز فقيل له: وكيف ذلك قال: لأن تمراز عصي على الملك الناصر غير مرة وهو يقابله بالإحسان ويترضاه بكل ما يمكن حتى خلع عليه باستقراره في نيابة السلطنة بالديار المصرية كل ذلك حتى يثبت على طاعته فلم يثبت تمراز بعد ذلك إلا نحو السنة أو أكثر وفر من الملك الناصر في ليلة بيسان وقدم علينا ووافقنا على الخروج على السلطان فقلت في نفسي: وما عسى أن أفعل معه وقد ترك نيابة السلطنة لأجلي فلم أجد بدًا من أن أجلسه مكاني وأكون في خدمته ففعلت ذلك فأبى وأقسم إلا أن يكون من جملة أصحابي. ودام معنا مدةً طويلةً ثم تركنا وعاد إلى طاعة الملك الناصر فتلقاه الملك الناصر وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف. وقد تفكر في نفسه أنه كان ولاه نيابة السلطنة فما قنع بذلك فبماذا يرضيه وفيها قتل أيضًا الأمير سيف الدين خير بك بن عبد الله الظاهري نائب غزة ثم أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية بثغر الإسكندرية في تاسع شوال. وقد مر من ذكره ما يعرف به أحواله. على أنه كان من أوساط الأمراء الظاهرية. وفيها أيضًا قتل الأمير سيف الدين جانم بن عبد الله من حسن شاه الظاهري نائب طرابلس ثم أمير مجلس - على سنود قتله الأمير طوغان الحسني الدوادار بأمر الملك الناصر حسبما تقدم ذكره مفصلًا في ترجمة الملك الناصر. وكان شجاعًا مقدامًا كريمًا معدودًا من أعيان الأمراء - رحمه الله تعالى. وفيها قتل الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله الموساوي الظاهري المعروف ب الأفقم أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية بعد أن ولي عدة أعمال. وكان كثير الشرور محبًا لإثارة الفتن لا يثبت على حالة مع الظلم والعسف. وفيها قتل الأمير سيف الدين قردم بن عبد الله الخازندار الظاهري أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية والخازندار الكبير بثغر الإسكندرية وهو صاحب التربة بباب القرافة. وفيها قتل الأمير سيف الدين قاني بك بن عبد الله الظاهري رأس نوبة النوب بثغر الإسكندرية. وكان من أصاغر المماليك الظاهرية رقاه الملك الناصر فلم يسلم من شره وفيها قتل أيضًا بسيف الملك الناصر فرج بن برقوق - صاحب الترجمة - المماليك الظاهرية وغيرهم ستمائة وثلاثون رجلًا - قاله المقريزي. وفيها توفي الأمير علاء الدين آقبغا بن عبد الله القديدي دوادار الأتابك يشبك ثم دوادار السلطان في ليلة ثالث عشر شوال. وكان خصيصًا عند السلطان الملك الناصر وتزوج الملك الناصر بابنته. وكان لديه معرفة وعقل بحسب الحال. وتوفي الأمير الشريف علاء الدين علي محمد البغدادي ثم الإخميمي ولي نيابة ثغر دمياط ثم الوزر بالديار المصرية. وتوفي الطواشي زين الدين فيروز بن عبد الله الرومي في يوم الأربعاء تاسع شهر رجب. وكان فيروز المذكور خصيصًا عند أستاذه الملك الناصر. وكان شرع فيروز قبل موته في بناء مدرسته بخط الغرابليين داخل بابي زويلة ووقف عليها عدة أوقاف فمات قبل فراغها فدفنه السلطان بحوش التربة الظاهرية. وأخذ الملك الناصر ما وقفه من المصارف على الفقهاء والأيتام وغيرهم وأقره على التربة الظاهرية المذكورة بالصحراء. ثم أنعم السلطان بالمدرسة المذكورة على الأمير الكبير دمرداش المحمدي فهدمها دمرداش وشرع في بنائها قيسارية. وقبل أن تكمل خرج دمرداش في صحبة السلطان إلى التجريدة فقتل الملك الناصر ثم قتل دمرداش المذكور أيضًا بعد مدة فاستولى عبد الباسط بن خليل الدمشقي ناظر الخزانة على القيسارية المذكورة وكملها وجعل بأعلاها ربعًا وهي سوق الباسطية الآن. قلت: وهي إلى الآن مدرسة على نية فيروز وله أجرها وقيسارية على زعم من جعلها قيسارية وعليه وزرها. وتوفي الأديب الفاضل البارع المفتن أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الوفاء الشاذلي المالكي - غريقًا ببحر النيل بين الروضة ومصر - في يوم تاسوعاء وغرق معه جمال الدين ابن قاضي القضاة ناصر الدين أحمد بن التنسي المالكي. ومات أبو الفضل المذكور وهو في عنفوان شبيبته وكان شاعرًا بارعًا بليغًا. وهو أشعر بني الوفاء بلا مدافعة وله ديوان شعر وشعره في غاية الحسن. ومن شعره وهو من اختراعاته البديعة - رحمه الله تعالى وعفا عنه: الطويل على وجنتيه جنة ذات بهجة ترى لعيون الناس فيها تزاحما حمى ورد خديه حماة عذاره فيا حسن ريحان الخدود حمى حمى وخل سمته صفعًا بمال فقال توازعوه يا صحابي إذا الحمل الثقيل توازعته أكف القوم هان على الرقاب وله في مزين: المجتث حبي المزين وافى بعد البعاد بنشطه وفش دمل قلبي بكاس راح وبطه وله وهو في غاية الحسن والظرف: الرمل عبدك الصب المعنى عرف الفقر وذاقه فلكم فاخر محتا جًا شكى فقرًا وفاقه وله أيضًا: الكامل في ليل شعر أو بصبح جبين ما زال حين يضلني يهديني هو بي خبير مثل ما أني به فسلوه عني أو فعنه سلوني لا تملك العذال مني في الهوى من سلوة عنه ولا تلويني يا دولة الأشواق خلي دينهم وفي حكم الهوى لي ديني بحواجب وسوالف وضفائر كالياء أو كالواو أو كالسين طالبت مرشفه الملي فقال قم واستوف ذا المكتوب فوق جبيني حاربت يا جيش المحاسن مهجتي وكسرت قلبي عنوةً بكمين وقد ذكرنا من مقطعاته نبذة غير ذلك في ترجمته في المنهل الصافي - رحمه الله تعالى. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ستة أذرع وثمانية أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا واثنان وعشرون إصبعًا - والله أعلم
|